تحقيق الاختيار الحر.... من تأليف البرفيسور ميخائيل لايتمان


تحقيق الاختيار الحر


تلخيص العوامل الأربعة التي تقوم بصياغة الإنسان تشير إلى أنه في نهاية الأمر يتم تشغيلنا عن طريق مصدرين. المصدر الأول هو المعطيات الداخلية المطبوعة فينا منذ ولادتنا، والمصدر الثاني هو المعلومات التي نستوعبها من البيئة خلال حياتنا.

من المهم الإدراك أن العلم أيضًا توصل إلى استنتاجات مشابهة في هذا الموضوع. وابتداءً من تسعينات القرن العشرين تبلور في العلم مجال الوراثة السلوكية. يتناول هذا المجال إيجاد العلاقة بين الجينات وبين الخصائص الشخصية والإدراكية والسلوكية للإنسان، من الغضب والمغامرات والخجل والعنف وحتى الشهوة الجنسية. كما يدعي الباحثون في هذا المجال بأن الجينات هي التي تحدد نصفًا من صفات الشخصية تقريبًا، والباقي تحدده البيئة.

ولأنه ليس في استطاعتنا تغيير المعطيات الداخلية، فعلينا التوجه إلى المسبب الثاني الذي يتعلق به تطورنا – وهو بيئتنا. كل الذي نستطيع أن نعمله لكي نتقدم نحو تحقيق الهدف من الحياة هو أن نختار بيئة تدفعنا إلى ذلك. في مقال "الحرية" يشرح صاحب السلم ذلك على النحو التالي: "من يبذل الجهد في حياته، ويختار كل مرة بيئة أفضل, فهو جدير بالمدح والأجر. وهنا أيضًا ليس ذلك بفضل أفكاره وأعماله الجيدة، والتي يقوم بها دون اختياره، إلا بسبب جهوده لكسب بيئة جيدة والتي تأتي به إلى تلك الأفكار والأعمال".

الإنسان الذي يبذل قوته لاختيار وخلق البيئة المطلوبة للتطور الصحيح يستطيع أن يحقق عن طريقها الطاقة الكامنة داخله. ولإدراك هذا المبدأ وتطبيقه يتطلب المستوى العالي من الوعي، إلا أنه يبدو أن العديد منا في الوقت الحاضر متواجدون في هذا المستوى.

إذا رغبنا أن تتغير علاقتنا بالغير من الأنانية إلى الغيرية، فعلينا أن نأتي بأنفسنا إلى وضع تكون فيه إرادتنا للاهتمام بمنفعة الغير والترابط معه أكبر من إرادتنا لكل مكسب أناني آخر. وهذا يمكن أن يحدث فقط في حالة توضع الغيرية فيها في قمة سلم القيم للبيئة التي نتواجد فيها.

إننا خلقنا كمخلوقات اجتماعية وأنانية، ومن جهتنا ليس هناك شيء أهم من آراء من يحيط بنا. وبالفعل، الهدف من حياتنا هو كسب تقدير ومدح المجتمع. يسيطر علينا رأي المجتمع مطلقًا ودون إرادتنا, كما قد ذكرناه، ونحن على استعداد لعمل كل ما في استطاعتنا في سبيل الحصول على التقييم الجيد والتقدير والاحترام والمدح. فلذلك يستطيع المجتمع أن يدخل إلى أعضائه قيًما وطرقًا سلوكية مختلفة، ومن الممكن أن تكون تجريدية للغاية.

كذلك يبني المجتمع فينا المقاييس التي على أساسها نقيس شرفنا وتقديرنا الذاتي. لذلك، حتى عندما نتواجد وحدنا نتصرف بموجب قيم المجتمع. ومعني ذلك، أنه حتى إذا لم يعلم أحد بعمل معين قمنا به، فنحن نقوم به لكي نشعر بتقدير ذاتي إيجابي.

ولكي نستطيع البدء ببناء إرادة الاهتمام بمصلحة الغير ولخلق ترابط بيننا كأجزاء في نظام واحد، علينا التواجد في مجتمع يدعم ذلك. إذا قدر الذين حولنا الغيرية واعتبروها قيمة عليا، فسيضطر كل واحد منا بشكل طبيعي إلى الانصياع لها والتكيف معها.

وفي الوضع الأمثل، يجب أن ترسل بيئة الإنسان إليه ما يلي: "عليك أن تعامل الآخر والنظام الواحد الذي أنت جزء منه، بصورة جيدة، كي نتوصل إلى التوازن مع الطبيعة". وعندما تكون نسبة إرادة الغيرية ملحوظة في المجتمع الذي يحيطنا، فنستوعبها منه. إذا تعرضنا إلى المذكرات وإلى تقدير أهمية الغيرية أينما اتجهنا, فسيتغير تعاملنا مع الغير. وبصورة تدريجية، كلما أردنا التفكير في ذلك، زادت إرادتنا لنصبح أجزاءً سالمة داخل النظام الواحد.

لا نستطيع تغيير أنفسنا مباشرة، ولكننا نقدر على تحسين بيئتنا. إننا نستطيع بالتأكيد القيام بذلك. وعندما يتغير تأثير البيئة علينا، فنحن نتغير. البيئة هي الرافعة التي تقوم برفعنا إلى مستوى أعلى. فلذلك، الخطوة الأولى التي يستطيع كل واحد منا اتخاذها هي التفكير والفحص أي بيئة أكثر ملائمة للتقدم نحو الهدف من الحياة ومن المستحسن التواجد فيها. وذلك لكي يكون التأثير الذي يستوعب منها هو الذي سيعمل على تقدمه نحو ذلك.

وكما ذُكر، فإن قوة التفكير هي أقوى قوة في الطبيعة. فلذلك, إذا هدفنا إلى التواجد في بيئة أحسن، فستأخذنا قوتنا الداخلية على مر الزمان إلى الأشخاص والمنظمات والمدربين والكتب، أو بكلمة واحدة، إلى البيئة التي نستطيع أن نتطور فيها. كلما تركزنا على فكرة تطوير البيئة وحاولنا تحقيق ذلك في حياتنا، افتتحت أمامنا الإمكانيات لتحقيق ذلك.

عندما تكون بيئتنا مركبة من أشخاص يهتمون هم أيضًا بالتوازن مع الطبيعة، سنستطيع أن يشكلوا أمثلة لنا للتشجيع وللتقوية. إنهم سيدركون بأننا نريد أن نتعامل معهم بحب، وسيتيحون لنا فرصة تعلم كيفية القيام بذلك. هكذا يتعلم كل واحد معنى كونه متشابهًا في خصائصه لخاصية قوة الطبيعة، ويشعر ما أحسن الشعور بكونه في حالة حب. ومن يشابه قوة الطبيعة الغيرية لن يشعر بأي ضغط، فلذلك نشعر داخل بيئة مثل هذه بأننا محميين وسعداء وآمنين وفرحين ولا تزعجنا الهموم، وإلى حياة مثل هذه تعمل الطبيعة على توجيه الإنسانية كلها.

تقليد الطبيعة
الجهود التي نبذلها لمصلحة الغير والترابط معه كأجزاء في جسم واحد، وكذلك عملنا على زيادة وعي المجتمع لذلك تؤدي بالفعل إلى بداية تشابهنا بخاصية الحب والعطاء للطبيعة. ومن المؤكد أن ذلك لا يعتبر بعدُ تصحيحًا داخليًا للأنا الخاص بنا، لكنه يعتبر المرحلة الأولى في العملية التي نقوم بها بتقليد الطبيعة، كالطفل الذي يقلد والده. هو أيضًا لا يفهم بالضبط ما الذي يعمله والده، ومع ذلك فهو يقوم بتقليده لأنه يرغب أن يشبهه. يرى الطفل والده يضرب بالمطرقة فيقوم بتقليد نفس الحركة بمطرقة بلاستيكية تابعة له. ونتيجة لذلك يتطور الطفل ويكتسب تدريجيًا عقل والده أيضًا. هكذا نتعامل نحن أيضًا مع أنفسنا: نحاول تقليد خاصية الحب والعطاء للطبيعة، ونستخدم هذا التقليد درجة عليا نسعى للتوصل إليها في داخلنا أيضًا.

من الممكن أن يعود الاهتمام بالغير إلى سببين رئيسيين:

. الرغبة في نيل تقدير واحترام المجتمع.
. الاعتراف الداخلي الحقيقي بسمو خاصية الحب والعطاء للغير وتفضيلها على خاصية الأخذ الذاتي.

ومعنى تقليد الطبيعة، كالطفل الذي يقلد والده دون فهم كامل بما يفعله، الاهتمام بمصلحة الغير من منطلق السبب الأول وليس السبب الثاني. ويعتبر تقليد مثل هذا أساسًا لجهاز التطور والنمو وبدونه لا يمكن التقدم.

وفي البداية نهتم بمصلحة الغير لكي نتمتع بتقدير المجتمع، ولكن سنبدأ تدريجيًا بالشعور بأن التعامل الغيري مثل هذا مع الآخر هو أمر خاص وسامٍ بحد ذاته، وحتى بدون علاقة بتقدير المجتمع الذي يسببه. سنجد أن التعامل الغيري مع الآخر هو مصدر كامل للمتعة الكاملة غير المحدودة. وذلك لأننا سنبدأ فعلاً بالشعور بقوة الطبيعة نفسها، القوة الكاملة غير المحدودة.

وبعبارة أخرى، نتيجة لجهودنا لتقليد الطبيعة سنبدأ بالشعور بأن في خاصية الطبيعة نفسها يوجد الكمال. فإن هذا الشعور يتسبب في تغيير داخلي فينا: رويدًا رويدًا سنشعر بأن خاصية الحب والعطاء هي خاصية سامية ونبيلة تفوق خاصية الأخذ الذاتي الأصلية الخاصة بنا، فلذلك نريدها. بذلك نرتقي إلى درجة أعلى من الدرجة التي خلقنا عليها، إلى درجة قوة الطبيعة نفسها، ونُشمل في الانسجام والكمال اللذين يميزان الطبيعة. إلى ذلك توجه وتقود قوة الطبيعة الناس.

إتجاه جديد
في الوقت الذي يبدأ الإنسان فيه بتوازن نفسه مع قوة الطبيعة فإنه يقلل من الضغط الممارس عليه لكي يتغير، ولذلك تقل الظواهر السلبية في حياته. وبالفعل, ليس هناك أي تغيير من جهة قوة الطبيعة. الإنسان هو الذي يتغير ونتيجة تغيره الذاتي يخلق فيه الشعور بأن تأثير قوة الطبيعة عليه يتغير. ذلك لأن الإنسان مبني بطريقة خاصة، تؤدي إلى أن يشعر بأن شيئا ما خارجه يتغير وليس هو نفسه. هكذا يُدرك الواقع حسب أحاسيس الإنسان وبعقله ولهذا الموضوع يخصص الفصل "واقع من الكمال والأبدية". ومع ذلك، قوة الطبيعة هي ثابتة وغير قابلة للتغيير. إذا كان الإنسان يشابه قوة الطبيعة بنسبة مائة بالمائة، فيشعر بالكمال؛ وإذا كان الإنسان متناقضًا معها بنسبة مائة بالمائة، فيشعر بأن هذه القوة تعمل كلها ضده، وبين تلك الحالتين فهو يشعر بالحالات المرحلية.
وفي الوقت الحاضر, التناقض بيننا وبين قوة الطبيعة الغيرية ليس تناقضًا مطلقًا وكاملاً، لأن الأنا الخاص بنا لم يصل بعدُ إلى درجة التطور القصوى. ومعنى ذلك أن مستوى الظواهر السلبية في حياتنا ليس المستوى الأقصى الذي من الممكن أن يكون. وعلى فكرة، لذلك بعضنا لم يشعر بعدُ بالأزمة العامة التي يعاني منها الفرد والمجتمع، ولذا فإنهم لا يعتقدون بأننا على أسوأ الأوضاع. وتظهر بداخلنا, من يوم إلى آخر, "أنا" أكبر يعمل على زيادة التناقض بيننا وبين الطبيعة. وحتى لا نتجرب المعاناة المتعلقة بذلك، يجب علينا البدء, قبل فوات الأوان, بالسير على الطريق لاكتساب خاصية الغيرية, وذلك لتغيير اتجاه التطور.
عندما نقوم بذلك، سنشعر على الفور برد فعل إيجابي على جميع نواحي الكون. وعلى سبيل المثال، نفترض أن أحد الآباء يلاحظ أن تصرفات ولده سيئة للغاية. فهو يتحدث معه ويحاول إقناعه, بطرق مختلفة, بتغيير سلوكه. وفي نهاية الأمر يتفقان بأنه من الآن فصاعدًا يجب فتح صفحة جديدة، ويحسن الولد تصرفاته. وإذا نجح الولد بعد ذلك في تحسين سلوكه, ولو حتى بنسبة ضئيلة، فبشكل فوري تتغير للأحسن معاملة والده له. كل شيء يقيم، ويقاس ويحاكم حسب الاتجاه فقط.

عندما يبدأ مزيد من الناس بالاهتمام بتصحيح العلاقات فيما بينهم ويصبح ذلك أمرًا أساسيًا تتعلق حياتهم به، ستصبح همومهم المشتركة رأي المجتمع، ورأي المجتمع سيؤثر على بقية الناس. بسبب العلاقة الداخلية التي تربطنا جميعًا، فكل إنسان في العالم، وحتى من يتواجد في أبعد الأماكن، سيشعر على الفور بأنه مرتبط ببقية البشر ومتعلق بهم. وتبدأ بالظهور في تفكير كل إنسان في العالم أفكار حول التعلق الكوني المتبادل بينه وبين جميع البشر – إنه مرتبط بهم، وهم مرتبطون به.

وتوفر لنا العلوم المختلفة وبصورة خاصة الفيزياء الكمية الأدلة على تأثير التغييرات التي تطرأ على جزء واحد على بقية الأجزاء، وقد أظهرت التجارب التي وصفها الباحثون بأن جزيئات "تعرف" ما الذي يحدث لجزيئات أخرى، وتصل معلومات حول تغييرات تطرأ عليها فورًا من أي بعد كان. وفي الوقت الحاضر تقر الفيزياء بحقيقة وجود ترابط متبادل دائم بين جزيئات كمية بالرغم من انفصالها في الفضاء وفي الزمان. كل جزيء مرتبط بجزيء آخر. وتشمل هذه الظاهرة أصغر الأجسام في العالم وأكبر الأجسام على حد سواء.

فلذلك، في الوقت الحاضر بالذات، عندما يكتشف العلم بأن كل شيء مطبوع في الجينات
وبتأثير البيئة على الإنسان وتتسبب في أن نصحو من الوهم " أنا الذي أقر بنفسي، وأنا الذي أسيطر، وأنا الذي أفحص وأنا الذي أقرر"، الآن بالذات، تبدأ في الظهور إمكانية الحرية الحقيقية. في أيدينا التحرر من عبودية الأنانية واكتساب ميزة الغيرية عن طريق بناء بيئة تساعدنا على تقليد الطبيعة، كالصغير الذي يتعلم من الكبير.

منذ الأزل أدرك كبار الباحثين بأنه كلما أصبح الإنسان أكثر حكمة اكتشف ما أعظم الحكمة الكامنة في الطبيعة. وتختصر جميع اكتشافاتنا بالإدراك إلى أي مدى نحن نتيجة الحكمة العظيمة القائمة في الواقع فقط، حيث تظهر أمام أعيننا عند وصولنا إلى مرحلة النضوج ونقدر على إدراكها. شابه نيوتون نفسه بطفل يلعب بالحجارة على شاطئ البحر، وأعجب أينشتاين بالحكمة العليا الموجودة في الطبيعة:
ديانتي مركبة من إعجاب يستسلم لروح سامية لا حدود لها، تظهر في أشياء بسيطة، يمكننا إدراكها بعقولنا الهشة والضعيفة. هذا الاقتناع العميق في ظل وجود قوة عقلانية عليا، تظهر في الكون وليس من الممكن إدراكها، وهذه هي عقيدتي الإلهية.





الرجل الذي غير حياتي


الرجل الذي غير حياتي ... البروفيسور ميخائيل لايتمان
طوال حياتي وأنا ابحث عن تفسير أو حتى تلميح يجيبني عن أسئلة فطرية تملأ كياني وتطاردني في كل مراحل حياتي... أسئلة قد تبدو تافهة للبعض ... أو يعتقد البعض أن الجواب عليها يكمن في الدين ...سألت نفسي وأنا صغير لماذا خلقني الله ؟حاولت أن أجد ألإجابة في الدين الإسلامي فبدأت أتردد علي المسجد وأتعلم الصلاة والقران حتى صرت ملتزما بالمسجد والصلاة... لا أغيب عن درس أو حتى موعظة دينية...
وكان التفاؤل يسودني باني وجدت الإجابة ... لكن هذه الإجابة والشعور بالرضا لازماني حتى أنهيت المدرسة... وبعدها بدأ القدر يضعني تحت امتحانات وضربات
قاسية ... صرت اسأل نفسي لماذا يضعني الله في هذه المعاناة ؟ ... مع أني اعبده كما طلب مني ... فتحول الإيمان بالله الذي كان يملئني إلى مجموعة من الأسئلة التي أرقتني ولم أجد لها جوابا ... لماذا كل هذه المعاناة ؟ ... لماذا لا يتدخل الله لإنقاذي ؟ ... حاولت أن افهم ... لماذا يعيش بعض الناس في القصور ويبقى الآخرين مهمشين في الجحور ؟ ... وأنا ادرس في الجامعة كانت تمر أياما دون استطيع شراء الطعام ... وما كان يذبحني يوميا أني كنت متزوجا وكان لي طفل لا اقدر أن أسد حاجاته في هذا البلد الغريب الذي أعيش فيه ... تعاظم في نفسي كره كل شيء الخلق والخالق ...وبدأت أومن بأفكار الشيوعية التي تدعو إلى تقسيم الثروات بين الناس حتى يستطيع الجميع أن يلبوا حاجاتهم الأساسية ... ولكن سرعان ما اصطدمت بالشيوعيين كأشخاص فوجدت انه حتى في هذا الفكر الذي يدعوا إلى المساواة والعدالة ...لا يستطيع الناس أن يخرجوا عن طبيعتهم المغروسة فيهم ... من حب للظهور والهيمنة والتميز في الوضع الاقتصادي والاجتماعي ... وأثار حفيظتي كيف يستغل الأعلى منصبا في الحزب من هو أدنى منه لتلبية رغبات لا تمت إلى المساواة بصلة... ترافق نفوري من هذا الفكر عودتي إلى بلدي واستقرار وضعي الاقتصادي ... الآن استطيع أن ألبي حاجات أسرتي الأساسية ... لكن الأسئلة لا تزال بلا إجابة ... وبقيت المحن ترافقني ... وشعرت وكان الله يعاقبني ... يريد مني أن أعمل شيئا محددا لا افهمه... بحثت كثيرا وقرأت كثيرا وحاولت أن افهم الدين الإسلامي بطريقة جديدة... ولكني لم افهم ما المطلوب مني في هذه الحياة ولم أجد إجابات مقنعة...
حينها قلت لنفسي يجب أن اكف عن البحث في هذه الأسئلة واقنع بحياتي المادية ...
وعدت وانخرطت في الحياة العادية آكل واشرب واعمل وألبي حاجاتي الجسدية ...
وقد كتبت نثرا يعبر عن حالي ...
حين عصرتني المحن ....وهلك معي الأمل
أنزلت أشرعتي  .... وألقيت الرواسي على عجل
واستسلمت للعاصفة و أغمضت عيناي وقلت ...
فليأتني الأجل ...فليأتني الأجل...
لكن الأجل لم يسارع إلي بل سارع إلي الأمل ...أمل بزغ فجأة ومحا الليل الدامس ...
في احد الأيام وانأ ابحث عن محطات تلفزة روسية عبر الانترنت وجدت قناة تبث بلغات كثيرة تسمى قناة القابالا... وكانت هناك مقابلة مع رجل في خريف العمر ... ذو لحية بيضاء تبدو عليه ملامح السنين والمعرفة والعلم ... وكان الأسئلة التي تطرح عليه هي نفس الأسئلة التي كانت تراودني سابقا ... أنصت إلى إجاباته ... وكنت أقول في نفسي انه لا يستطيع الإجابة أو انه سيقول شيء ممل لا أكثر ولا اقل ...
لكن المفاجأة بالنسبة لي انه أجاب بكل دقة ووضوح ... أجاب على كل أسئلتي ...
لماذا خلقت ؟ وما معنى الحياة التي نحيا ؟ ولماذا كل هذه المعاناة ؟ ولماذا فضل الخالق الناس على بعض ؟ وما معنى السعادة ؟ وما معنى الحب والإيثار ؟؟؟؟
وأسئلة كثيرة ظننت أني لن اسمع الإجابة عليها في حياتي ... في البداية أصابني الذهول أن هناك طريقة في الحياة نستطيع أن نحيا بها بسعادة تامة متواصلة أزلية ...
بعد ذلك بدأت أتابع دروسه باستمرار وبشغف ...حتى انقلبت حياتي رأسا على عقب ... فصرت أصحو يوميا بنشاط كالطفل الذي يعلم أن غدا سيشتري له أبوه هدية كبيرة ... أنا الآن اعلم كيف يوجهني القدر والى أين ...وحتى يجد الجميع كل الإجابات لكل الأسئلة يجب أن يتعرفوا على أعظم واعلم رجل في هذا الزمان ...
انه عالم الكابالا الوحيد في القرن الواحد والعشرين ....
انه البروفيسور ميخائيل لايتمان .... شكرا لك يا بروفيسور ...


عين على الكابالا


هل تشعر أن آمالك في الحياة تتبخر من أمام عينيك , وتكاد تصل إلى طريق مسدود ؟ أو قد تكون قد وصلت ؟
هل أنت تشعر أن كل ما لديك لم يعد يمنحك الإشباع ؟ هل فكرت في أن هذه الحياة لا تساوي شيء ؟
هل قلت في نفسك أن كل ما سمعت في هذه الحياة وتعلمت لم يوصلني إلى التوافق المطلق مع نفسي ؟
هل رغبت يوما أن تعرف لماذا تحدث معي هذه الأزمات ؟ ولماذا أنا ؟ ولماذا أعطى الخالق بعض الناس كل شيء وحرم الآخرين من أي شيء ؟ لماذا أعيش بهذا الأسلوب أو ذاك ؟ لماذا ولدت في هذه العائلة بالتحديد ؟ وماذا ينتظرني في المستقبل ؟ هل سألت لماذا خلقت ؟ والى أين أنت سائر ؟
أخي ... اقرأ هذه المقالة الذي قد تغير شيئا في حياتك وتجيب على بعض أسئلتك ...

لفترة طويلة دارت في عقلي هذه الأسئلة , مئات منها كانت تلح علي وتعصرني , وكأن رأسي يطحن في طاحونة القمح , كنت أحاول أحيانا أن أجد الإجابات من منطلق فطرتي وفطنتي وأحيانا أخرى من منطلق الدين أو حتى أي فكر اقرأه أو اسمعه , لكن لم تكن الإجابات تقنعني , بل تزيد ثورة التساؤلات في داخلي , استمر ذلك الوضع ينغص علي , أحيانا استسلم وأقول انه يجب أن نأخذ الحياة كما هي , وأحيانا تعود الطاحونة لتهرسني 0 أنا أصلا لم أكن أتوقع أن أجد إجابات كاملة وشافية , لكن الخالق نظر إلى سوء حالي , وأوصلني إلى المفتاح الذي طالما حلمت أن امتلكه , وعندما وضعت هذا المفتاح في الباب , انفتح لي عالم آخر , عالم مبني على علم يجيب على كل أسألتك ويسمو بك إلى معاني وجودك وكنه حياتك 0
لقد كان المفتاح هو الكابالا أو القابالا , قد تكون لديك وجهة نظر مسبقة عن الكابالا , ولكنني استطيع أن اجزم أنها خاطئة , أنا أتحدث عن الكابالا من مصادرها الحقيقية والأساسية , قد تكون وجهة نظرك المسبقة مبنية على ما قرأته في الانترنت أو ما سمعته من خرافات عنها , لكني سأبين لك حقيقتها وكنهها في النقاط التالية :
1- الكابالا هي علم مبني على أسلوب دراسي منظم وعلى تجارب , تهدف أن توصلك إلى حقيقة الأمور حولك , ومن هذا المنطلق تستطيع أن تفهم ما يريده منك الخالق 0
2- الكابالا ليس لها أي علاقة بأي دين ولا بأي مذهب قد تكون سمعت عنه , ولا تطلب منك أن تتبع ديانة معينة , فتستطيع أن تدرس الكابالا وأنت محافظ على صلاتك وصيامك وباقي عباداتك 0
3- يستطيع دراستها كل من يريد ذلك , لا فرق في الدين أو اللون أو العرق 0000
4- كل ما سمعته عن دراسة مادونا أو فنانين آخرين للكابالا , لا يمت إلى الكابالا الحقيقية بصلة , فالكابالا هي علم وليس استعراض للفنانين 0
5- أيضا كل ماسمعته من الخرافات ( الخيوط الحمراء , المياه المقدسة , والكتابات, قراءة الفنجان والطالع 000 ) لا يمت لها بصلة 0
6- الكابالا ليست مذهب يهودي صوفي , بل علم موجه لكل البشرية لتبتعد عن أنانيتها وتحقق التكامل فيما بينها لخير الإنسانية جمعاء 0
7- يدرس الكابالا الآن ملايين الناس من مسلمين ومسيحيين ويهود في العالم العربي وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية 000
8- كأي علم دراسة الكابالا تحتاج إلى جهد وإرادة وتصميم على الدراسة , ويوجد المئات من المراكز لدراستها 0
9- الكابالا تجيب على كل أسئلتك من منطلق أنها تشرح لك كل ما يحدث معك من أمور في هذه الدنيا, بربطهم بالأساس العلوي لأسباب حدوث هذه الأمور 0



تساؤلات حول الكابالا ؟؟؟
كثيرا ما تمر على مسامعك كلمة كابالا دون أن يتبادر إلى ذهنك المعنى الصحيح لهذه الكلمة , فهناك أشخاص ينجذبون لهذا العنوان وآخرون يخافون منه ويعتقدون انه مربوط ببعض الخرافات , وفي العادة تثار مجموعة كبيرة من الأسئلة حول ماهية الكابالا 0 الصحيح أن العالم لم يتعرف على الكابالا من المصادر الحقيقية لها لأسباب كثيرة , قد يكون أهمها أن الكابالا أصبحت علم يدرس للجميع منذ وقت قصير نسبيا فقط 0
سنحاول في هذه المقالة أن نجيب على بعض التساؤلات : لماذا تحيط بالكابالا هذه الهالة من الخرافات والأوهام ؟ من هؤلاء الأشخاص الذين يدرسون الكابالا ؟ ما هي علاقة الكابالا بالدين ؟ لماذا أخفيت الكابالا عن البشرية في الماضي ؟ وما هو سبب نشرها الآن ؟ 000 ؟؟؟؟
السؤال الأول – لا يمكن دراسة الكابالا قبل بلوغ سن الأربعين عاما ؟
الجواب – يستطيع الآن دراسة الكابالا جميع الناس دون استثناء بما في ذلك الأطفال والنساء , ولا يوجد أي تحديد لدراستها من ناحية السن أو الدين أو الجنس 0 فابتدءا من عهد عالم الكابالا ( أ ري ) في القرن XVI الميلادي أزيلت كل التحديدات والموانع 0 والجدير ذكره أن سبب المنع سابقا يكمن في أن البشرية لم تكن قد وصلت بعد إلى مرحلة النضوج الكافية التي تؤهلها لفهم هذا العلم 0
في هذا الوقت يشعر الملايين في كل أنحاء العالم بالحاجة الملحة لدراسة الكابالا , وهذه الحاجة تنبع من شعور الكثير أنهم وصلوا إلى طريق مسدود فلا الثروة المادية ولا الوضع الاجتماعي المميز ولا الطعام ولا الجنس أصبحوا يلبون رغباتهم , فلذلك أصبح من الصعب الوقوف بوجه هذه الحاجة الإنسانية -التي تلح على البشر – للوصول إلى الحقيقة 0 فالسعي إلى الخالق مغروس في قلب البشرية , وهذا السعي أصبح ظاهرا بشكل جلي , ويكمن ذلك في مدى الرغبة الإنسانية لذلك . فهذه الرغبة تقول أن الإنسان وصل إلى مرحلة نضوج , لا تستطيع كل الموانع من إيقافه 0 وبالتحديد فان مفهوم ( ممنوع ) و ( لا يجب ) في الكابالا يعني ( مستحيل ) , فلهذا فان مانع دراسة الكابالا في واقع الأمر يعني الآتي ( لا تستطيع دراسة الكابالا لأنه ليس لديك الرغبة في ذلك ) 0
السؤال الثاني – تعتبر الكابالا شعوذة من الديانة اليهودية , ترتبط في العادة مع معارف خفية وغير واضحة ؟
الجواب – الكابالا لا تمت إلى الديانة اليهودية أو أي ديانة أخرى بصلة , فكل أبناء البشر كما أسلفنا يستطيعون دراستها , سواء كنت مسلم أو مسيحي أو يهودي فلا فرق فهي تعتبر الرابط الحقيقي بين البشرية , لا تميز بين عرق أو دين , ولها مصادرها التعليمية الخاصة 0
وليس هناك أي خرافات أو شعوذة في الكابالا بل هي تمثل منهجا علميا مبني على أسس علمية روحية بحتة 0 فإذا رجعنا إلى المعني اللغوي فان كلمة كابالا باللغة العربية تعني ( استلام , حصول ) , أي الحصول على معرفة خاصة تمنحك أسلوبا ونهجا للفهم 0
هذا العلم نشا في بلاد ما بين الرافدين – العراق حاليا – وبالتحديد في مدينة ( أور ) على يد سيدنا إبراهيم قبل أربعة آلاف سنة في عهد البابليين 0 مؤسس الكابالا سيدنا إبراهيم فتح الباب أمام هذه المعرفة , والتي لا يستطيع الإنسان من خلال حواسه الخمسة التعرف عليها 0 استطاع سيدنا إبراهيم امتلاك هذه المعرفة وتكوين مجموعة من المقربين له , علمهم كيفية الوصول الجزء إلى المستتر من هذا العالم 0 منذ ذلك الوقت وهذه المعرفة السرية يتم توريثها من جيل إلى جيل عن طريق عدد قليل ومحدد من التابعين 0
وكان يتم توصيلها شفويا من المعلم إلى الدارس , وعلى مر العصور وحتى وقتنا الحالي كانت هناك حلقة ضيقة من دارسي الكابالا0 وعلى العكس من ذلك , تنتشر الكابالا بشكل واسع في وقتنا الحالي , لان الإنسانية أظهرت الرغبة في معرفتها ودراستها والاستفادة منها على وجه الخصوص في الأزمة العالمية المقبلة 0

السؤال الثالث – هل الكابالا هي ديانة كباقي الديانات , يجب أن تؤخذ بشكل إيمان أعمى ؟
الجواب – الكابالا معاكسة تماما للإيمان الأعمى ولا تمت بأي صلة إلى الديانات أو أي معتقدات أخرى 0 الكابالا هي عبارة عن تجربة بحتة فقط 0
الإنسان يستقبل الواقع المحيط به , عن طريق تحليل المعلومات التي ترد إلى الدماغ والواردة من الحواس الخمس 0 ولدراسة العالم المحيط بنا , والذي لا يمكن إدراكه بالطريقة التقليدية التي نستشعر بها , يجب أن ننمي حاسة خاصة تسمى الحاسة السادسة للاستشعار 0
بمساعدة هذا اللاقط الإضافي , يبدأ الإنسان الشعور بهذا الجزء المستتر من الكون وبالتالي دراسته بحسب قوانين وصيغ علمية مثل أي علم آخر 0 ولتكون النتيجة أكيدة يستخدم دارسي الكابالا طريقة تكرار التجربة , وتوصيل المعلومات من دارس إلى آخر 0 الاختلاف الوحيد بين دارس الكابالا والعالم في المجالات الأخرى هو أن دارس الكابالا قبل بدء البحث يجب عليه أن ينمي حاسة الاستشعار السادسة في داخله 0

السؤال الرابع – هل دراسة علم الكابالا يؤمن النجاح في العمل التجاري ؟
الجواب – دراسة الكابالا الحقيقية من مصادرها الموجودة عند الإنسانية منذ آلاف السنين , لا تعطيك وصفة تؤمن لك النجاح في الحياة العادية مستخدما خصائصك ورغباتك الأنانية 0
الكابالا لا تؤمن للشخص أية مشاريع واعدة في حياته اليومية المبنية على الأنانية , حيث يرغب الشخص في إيجاد عمل ذي مكانة , أو زواج مربح , أو أن يصبح غنيا بسرعة , أو التمكن من السيطرة على الآخرين 0 والكابالا لا تضمن الصحة الممتازة أيضا , وباختصار فان دراستكم للكابالا لا تمنحكم شيئا للإضافة في رغباتكم الأنانية 0
ويجب أن يكون واضحا أن المعجزات في هذا الكون غير موجودة , حيث الكابالا في انتظار أن تفهم البشرية انه لا يوجد وسائل باطنية تمكنها بطريقة سحرية من أن تصنع لنفسها أمورا فوق العادة 0
إذا كنت فعلا تريد أن تفهم الهدف من الحياة , وكيف تخطو فيها بصواب , فانك في المقابل ستمتلك الأبدية والكمال 0وسيكون لك ذلك ليس فقط إذا سالت نفسك ( كيف استطيع أن أتعالى عن هذا العالم ؟) , بل وذا فكرت أيضا بطرقة أسمى ( ماذا استطيع أن أعطي هذا العالم ؟ ) 0 وسوف تصل الإنسانية إلى هذه المرحلة , مع أن ذلك يبدو خياليا وغير قابل للتحقيق في الوقت الحالي , وبالتحديد فان أنانيتها سوف توصلها لذلك 0

السؤال الخامس – هل تتنبأ الكابالا بمستقبل الإنسانية ؟
الجواب – الكابالا تقول أن البشرية إذا لم تبدأ بالعمل على تنفيذ برنامج التصحيح الروحي الموكل إليها من الخالق , فانه من الممكن أن تندلع حربا عالمية نووية ثالثة بل ورابعة , ليبقى على وجه الكرة الأرضية فقط عدة ملايين من البشر , والذين في نهاية المطاف سوف ينفذون البرنامج التصحيحي للخلق 0 هذه الملايين المتبقية تمثل في داخلها كل أرواح البشرية , حيث أن المهم ليس في عدد الأجساد الموجودة على سطح الكرة الأرضية , بل في نوعية الأرواح وصفاتها , التي تمكنها من الوصول إلى أسمى مستوى من الوجود والمعد من الطبيعة 0
الهدف النهائي للبشرية مرسوم وجاهز ومريح لنا بصورة مطلقة 0
لكن الطريق لتنفيذ هذا البرنامج يعتمد بشكل كامل على رغبة البشرية وإرادتها , ولذلك فان الخيار أمام البشرية مطروح : فإما أن تبدأ مشوار التصحيح بطريقة سهلة بعيدة عن الحروب , أو تختار الطريق الصعب الذي تعبده الآلام والمعاناة 0
ليس هناك أي عالم للكابالا يستطيع أن يتنبأ مسبقا بالطريق الذي سوف تسلكه البشرية في تطورها , لان هذا الطريق يقع في دائرة حرية إرادة البشرية 0 علماء الكابالا يتحدثون عن إمكانيات تطور البشرية الذي يتحدد في إطار التأثير البشري على الطبيعة 0